×
"البريكس: بزوغ فجر جديد للاقتصادات الناشئة"

تستعد مجموعة دول البريكس لاستقبال خمسة أعضاء جدد من دول أفريقيا والشرق الأوسط، في خطوة تهدف إلى تعزيز دورها في الاقتصاد العالمي. هذا الأمر أثار العديد من التساؤلات حول المجموعة وأهدافها. لذا، دعونا نستعرض بعض التفاصيل المهمة.

ما هي مجموعة البريكس وما هي الدول المنضمة إليها؟

تأسست مجموعة البريكس في عام 2006 عندما اجتمعت أربع دول وهي البرازيل وروسيا والهند والصين، لتشكل كيانًا اقتصاديًا جديدًا، حيث استمدت المجموعة اسمها من الحرف الأول لكل دولة. وفي عام 2010، انضمت جنوب أفريقيا، مما أدى إلى تعديل الاسم ليصبح "بريكس". ومن المقرر أن تنضم خمس دول جديدة إلى المجموعة في 1 يناير المقبل، وهي مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وعلى الرغم من دعوة الأرجنتين للانضمام، فإن الرئيس الأرجنتيني الجديد، خافيير مايلي، أعلن عن رفضه لهذه الخطوة.

تتخذ مجموعة البريكس قراراتها خلال قممها السنوية، حيث يتم تناوب رئاسة المجموعة بين أعضائها لمدة عام واحد.

ما هي أهمية البريكس؟

تُعتبر مجموعة البريكس من القوى العالمية الكبرى، حيث تضم دولًا مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى دول كبرى في قاراتها مثل جنوب أفريقيا والبرازيل. بعد إضافة الأعضاء الجدد، سيتجاوز عدد سكان الدول المنضوية تحت راية البريكس 3.5 مليار نسمة، مما يمثل حوالي 45% من سكان العالم. كما تقدر القيمة الاقتصادية لهذه الدول مجتمعة بأكثر من 28.5 تريليون دولار، مما يشكل حوالي 28% من الاقتصاد العالمي. وتُنتج دول البريكس أيضًا حوالي 44% من النفط الخام في العالم.

تُوجه مجموعة البريكس انتقادات شديدة للدول الغربية بسبب هيمنتها على المؤسسات المالية العالمية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. كما تدعو المجموعة إلى ضرورة منح صوت وتمثيل أكبر للاقتصادات الناشئة. في عام 2014، أنشأت دول البريكس بنك التنمية الجديد، الذي يهدف إلى تقديم قروض للدول والحكومات لتمويل مشاريع التنمية. وبحلول نهاية عام 2022، كانت قيمة القروض التي منحها البنك حوالي 32 مليار دولار لدعم مشروعات البنية التحتية.

يشير البروفيسور بادريج كارمودي، الخبير في جغرافية التنمية، إلى أن الهدف الأساسي للصين من انضمامها إلى البريكس هو تعزيز نفوذها، خاصة في إفريقيا، حيث تسعى لتكون الصوت الرائد لجنوب الكرة الأرضية.

في المقابل، ترى روسيا أن دورها في مجموعة البريكس يرتبط بصراعها مع الغرب، إذ تعتبر المجموعة جزءًا من استراتيجيتها لمواجهة العقوبات المفروضة عليها بعد غزو أوكرانيا. ويعتقد كريون بتلر من مركز تشاتام هاوس أن انضمام إيران سيزيد من الطبيعة المناهضة للغرب في المجموعة.

هل يمكن أن تحل عملة البريكس محل الدولار الأمريكي؟

تستخدم دول البريكس حاليًا الدولار الأمريكي في تجارتها، لكن هناك اقتراحات من بعض السياسيين في البرازيل وروسيا لإنشاء عملة خاصة بالمجموعة للحد من هيمنة الدولار. ومع ذلك، لم يتم مناقشة هذا الاقتراح في القمة الأخيرة للمجموعة في عام 2023. ويشير البروفيسور كارمودي إلى أن إنشاء عملة مشتركة سيكون صعبًا بسبب اختلاف اقتصادات الدول الأعضاء، لكنه يلمح إلى إمكانية التفكير في إنشاء عملة جديدة أو عملة مشفرة لاستخدامها في التجارة الدولية.

هل تُعتبر البريكس منافسًا لمجموعة العشرين؟

تأسست مجموعة العشرين في عام 1999، وتجمع الدول المتقدمة والنامية لمناقشة القضايا العالمية مثل الأزمات المالية وتغير المناخ. تضم البريكس العديد من الأعضاء في مجموعة العشرين، مما يشير إلى إمكانية تعاون المجموعتين في المستقبل. ترى الدكتورة إيرين ميا من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أنه يمكن أن يحدث تعاون لتوفير المزيد من الدعم المالي للدول النامية في مواجهة تحديات مثل تغير المناخ وتقليل الاعتماد على الدولار كعملة عالمية.

كيف ستستفيد روسيا من رئاستها للبريكس في عام 2024؟

من المقرر أن تستضيف روسيا قمة البريكس في كازان في أكتوبر 2024. وقد أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عزيمته على تحقيق عدة أهداف خلال رئاسته للمجموعة، منها تعزيز دور البريكس في النظام المالي الدولي، وتعزيز التعاون بين البنوك، وزيادة استخدام عملات الدول الأعضاء. كما تؤكد الدكتورة إيرين على أن روسيا تسعى من خلال البريكس لإثبات أنها لا تزال تحتفظ بشراكات عالمية، على الرغم من الضغوط السياسية والاقتصادية التي تواجهها.

ابحث في المقالات والاخبار

الاخبار ذات الصلة