اتفاقية السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا، والمعروفة باسم "الكوميسا" (COMESA)، تُعد من أبرز الاتفاقيات الاقتصادية في القارة الإفريقية، وتشمل عضويتها 21 دولة. أُنشئت الكوميسا بهدف دعم التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء، عبر تحرير التجارة، وتعزيز التعاون الاقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
نشأة الكوميسا
تأسست الكوميسا رسميًا في ديسمبر 1994، لتكون بديلاً لمنطقة التجارة التفضيلية التي كانت قائمة منذ عام 1981. كانت الغاية الأساسية من إنشاء الكوميسا هي بناء منطقة تجارة حرة واسعة تسعى لتعزيز النمو الاقتصادي والتكامل الإقليمي بين دول شرق وجنوب إفريقيا.
أهداف الكوميسا
تتمثل الأهداف الرئيسية لاتفاقية الكوميسا فيما يلي:
- تحرير التجارة: تسعى الكوميسا إلى تقليل أو إلغاء الرسوم الجمركية بين الدول الأعضاء، مما يسهم في تسهيل التجارة الحرة.
- تحقيق التكامل الاقتصادي: تهدف الاتفاقية إلى تشجيع التعاون التجاري والاستثماري بين الدول الأعضاء لزيادة التكامل الاقتصادي.
- تعزيز التعاون في البنية التحتية: تسعى الكوميسا إلى تطوير مجالات النقل، الطاقة، والاتصالات لدعم التجارة وتسريع حركة السلع والخدمات.
- جذب الاستثمارات الأجنبية: تهدف إلى توفير بيئة اقتصادية جاذبة ومستقرة للمستثمرين الأجانب.
- تنمية القطاعات الإنتاجية: تركز الاتفاقية على تطوير الزراعة، الصناعة والخدمات لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
المبادئ التوجيهية لعمل الكوميسا
تعتمد الكوميسا على عدة مبادئ لتحقيق أهدافها:
- منطقة تجارة حرة: تتيح للدول الأعضاء تبادل السلع والخدمات دون رسوم جمركية.
- اتحاد جمركي: يهدف إلى تبني تعريفة خارجية موحدة مع الدول غير الأعضاء.
- تطوير البنية التحتية الإقليمية: تسعى الكوميسا إلى تحسين شبكات النقل والاتصالات والطاقة لتمكين التجارة بين الأعضاء.
- التعاون المالي والنقدي: تعمل على تحقيق استقرار اقتصادي ونقدي بين الدول الأعضاء.
دور مصر في الكوميسا
تُعد مصر من الدول المؤسسة والفاعلة في إطار اتفاقية الكوميسا، حيث تستفيد من موقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا وإمكاناتها الاقتصادية في دعم أهداف الاتفاقية. تلعب مصر دورًا محوريًا في تعزيز التجارة البينية والاستثمارات داخل منطقة الكوميسا.
- تعزيز التجارة البينية:
. استفادت مصر من الإعفاءات الجمركية التي توفرها الكوميسا، مما ساعد في تعزيز تنافسية منتجاتها في أسواق إفريقيا.
. حققت مصر نموًا ملحوظًا في صادراتها إلى دول الكوميسا، بما في ذلك السلع الصناعية والزراعية.
- دعم الاستثمارات المصرية في إفريقيا:
. تشجع الكوميسا مصر على الاستثمار في دول الأعضاء، خصوصًا في مجالات البنية التحتية والطاقة.
. توسعت استثمارات الشركات المصرية في إفريقيا بفضل البيئة الاستثمارية المستقرة التي توفرها الاتفاقية.
- تطوير البنية التحتية:
- ساهمت مصر في تنفيذ مشاريع إقليمية هامة مثل شبكات النقل والطاقة، مما دعم تكامل دول الكوميسا.
- تشارك مصر في مشروعات متعددة لتعزيز البنية التحتية بين دول المنطقة.
- التعاون في مجالات التكنولوجيا والتعليم:
- تعمل مصر على تبادل الخبرات الصناعية والتكنولوجية مع الدول الأعضاء في الكوميسا من خلال برامج تدريبية لتعزيز القدرات الإنتاجية.
-الدور السياسي والدبلوماسي:
- تلعب مصر دورًا مؤثرًا في صنع السياسات الاقتصادية داخل الكوميسا، وتسعى لتعزيز التعاون بين الأعضاء عبر المشاركة في الاجتماعات الاقتصادية.
إنجازات الكوميسا
- إقامة منطقة تجارة حرة: ساعدت هذه الخطوة في زيادة حجم التجارة بين دول الكوميسا بعد إلغاء الرسوم الجمركية على السلع.
- تطوير البنية التحتية الإقليمية: ساهمت مشاريع الكوميسا في تحسين حركة التجارة والاستثمار بين الدول الأعضاء.
- تحقيق اتحاد جمركي: الكوميسا تسعى لتحقيق اتحاد جمركي يسهم في تعزيز التكامل التجاري بين الدول الأعضاء.
التحديات التي تواجه الكوميسا
رغم النجاحات، إلا أن الكوميسا تواجه تحديات تعيق تحقيق أهدافها الكاملة:
- التفاوت الاقتصادي بين الدول الأعضاء: يختلف مستوى التطور الاقتصادي بين الدول الأعضاء، مما يعقد عملية التكامل.
- ضعف البنية التحتية: لا تزال بعض الدول تعاني من نقص في البنية التحتية، مما يعوق حركة التجارة.
- البيروقراطية والإجراءات الجمركية: لا تزال بعض الدول تواجه صعوبات في تبسيط الإجراءات الجمركية.