- 26 Oct 2024
- Mennah Suliman
خلال قمة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان الروسية،خلال قمة «بريكس» التي عُقدت في مدينة قازان الروسية، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ورقة نقدية رمزية جديدة تحمل رسومات تعكس التعاون بين الدول الأعضاء في المجموعة. هذه الورقة، التي تضم أعلام البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، تمثل طموحات هذه الدول المشتركة في استكشاف بدائل للدولار الأميركي في المعاملات الدولية.
وتُسلط هذه الخطوة الضوء على الجهود المستمرة داخل مجموعة «بريكس» لبناء نظام اقتصادي أكثر استقلالية، وأقل اعتمادًا على الهياكل المالية الغربية. في هذا السياق، أفاد السكرتير الصحافي للكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرئيس بوتين عرض الورقة الرمزية بابتسامة أمام الوزراء، ثم سلمها إلى رئيسة البنك المركزي الروسي، إلفيرا نابيولينا. وقد أشار بيسكوف إلى أن الورقة تحمل دلالات رمزية قوية تعبر عن التعاون الجاري بين الدول الأعضاء، موضحًا أن جهة روسية، سواء كانت غرفة التجارة والصناعة أو جهة أخرى، هي التي قامت بطباعتها.
أما بشأن إمكانية إصدار عملة موحدة لمجموعة «بريكس» على غرار اليورو، فإن الفكرة تبقى ممكنة ولكنها تتطلب سنوات من التحضير. هذا الإجراء يستلزم إنشاء بنك مركزي جديد واتفاقًا بين الدول الأعضاء على التخلي التدريجي عن عملاتها السيادية. ومع ذلك، يواجه هذا الاقتراح تحديات كبيرة، خاصة أن الدعم من صندوق النقد الدولي سيكون ضروريًا لنجاح العملة الجديدة على المستوى الدولي، وهو ما ترفضه المجموعة، إذ تُعتبر أن الصندوق أداة تعمل لمصلحة الغرب.
يتحدث المحللون عن ضرورة أن تكون العملة الجديدة مدعومة بالذهب، مع اقتراح أن تكون نسبة تغطيتها 40%، مقابل 60% من عملات الدول الأعضاء. وفي ظل هيمنة الصين كأكبر اقتصاد في مجموعة «بريكس»، يُتوقع أن تهيمن عملة اليوان على هذه السلة من العملات، مما قد يثير خلافات بين الأعضاء، خاصة مع الهند التي قد تكون لديها تحفظات على هذا التوجه بسبب علاقاتها المعقدة مع الصين.
في هذا السياق، يرى الكثيرون أن عملة «بريكس» المحتملة لن تكون عملة مادية، بل من المحتمل أن تكون افتراضية، تُستخدم حصريًا عبر منصة الدفع المعروفة باسم «إم بريدج». هذه المنصة، التي تم تطويرها بالتعاون بين بنك التسويات الدولية وبعض البنوك المركزية، تهدف إلى تسهيل المدفوعات الرقمية بين الدول الأعضاء.
وأخيرًا، علقت كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، على المعلومات المتعلقة بالنظام البديل للمدفوعات الذي اقترحته مجموعة «بريكس»، مشددة على أهمية الحصول على تفاصيل أكثر قبل تقييم تأثيره. وبينما لم ترى أي تهديد مباشر لصندوق النقد الدولي، أكدت أن فكرة وجود نظام مدفوعات خاص بمجموعات من الدول ليست جديدة، وأشارت إلى ضرورة دراسة كيفية ترجمة هذه الأفكار إلى واقع ملموس.