**روسيا تدعو إلى نظام مدفوعات بديل خلال قمة بريكس: خطوة نحو إنهاء هيمنة الدولار**
افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة بريكس بدعوة قوية لتأسيس نظام مدفوعات دولي بديل، يهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي وتجنب استخدامه كسلاح سياسي. جاءت هذه الدعوة في إطار سعي المجموعة لتعزيز نفوذها في التسويات المالية العالمية، حيث تلتقي في قازان، إحدى أكبر المدن الروسية.
وأشار بوتين إأشار بوتين
استخدام العملات المحلية بين دول المجموعة سيسهم في تقليل المخاطر الجيوسياسية، موضحًا أن حوالي 95% من التجارة بين روسيا والصين تُجرى حاليًا بالروبل واليوان. من جانبه، أكد وزير المالية الروسي أنطوان سيلوانوف أن النظام المالي العالمي يهيمن عليه الغرب، داعيًا إلى ضرورة إيجاد بديل لهذا النظام.
تأتي هذه الجهود في ظل العقوبات التي فرضت على موسكو بعد غزو أوكرانيا، مما أدى إلى استبعاد العديد من بنوكها من نظام "سويفت" الذي يسهل التحويلات المالية الدولية. تضم مجموعة بريكس، التي تتوسع باستمرار، الدول الخمس الكبرى: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى انضمام دول جديدة مثل السعودية والإمارات ومصر.
على هامش القمة، أظهر بوتين فخره بمكانة روسيا على الساحة العالمية، معبرًا عن طموحاته لتعزيز التعاون المالي بين دول المجموعة، وأشار إلى اهتمام ما لا يقل عن 30 دولة أخرى بالانضمام.
وفي سياق تعزيز العملة البديلة، أكد الرئيس الصيني شي جين بينج على أهمية إصلاح البنية المالية الدولية، داعيًا إلى تحسين الربط بين البنوك والمراكز المالية في دول بريكس، وتوسيع بنك التنمية الجديد الذي يُعد بديلاً عن المؤسسات المالية الغربية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
كما أصدرت دول المجموعة إعلان قازان الذي يدعو إلى إلغاء العقوبات الاقتصادية الأحادية، وتشجيع استخدام العملات المحلية في المعاملات. وبحسب توقعات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن تساهم دول بريكس بشكل متزايد في النمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات القادمة.
**نظام مدفوعات جديد**
تخطط روسيا لإنشاء نظام مدفوعات يعتمد على شبكة من البنوك التجارية المرتبطة ببعضها من خلال البنوك المركزية لدول بريكس. ويعتمد هذا النظام المقترح على تقنية البلوك تشين، ما يسمح بإجراء معاملات مالية آمنة وسهلة دون الحاجة للاعتماد على الدولار.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن تطوير هذا النظام يتطلب بعض الوقت، خاصةً في ظل التحديات التي قد تواجه اتفاق الدول الأعضاء. كما اتهمت الوثيقة الخاصة بالمقترحات المؤسسات المالية القائمة مثل صندوق النقد الدولي بخدمة مصالح الغرب.
**الابتعاد عن الدولار**
تسعى مجموعة بريكس لتقليل الاعتماد على الدولار، خصوصًا في ظل القلق المتزايد من عدم الاستقرار السياسي في الولايات المتحدة. ومع أن القمة تهدف إلى أن تكون جبهة موازنة قوية للغرب، أكد بوتين أن طرح عملة موحدة يعتبر خطوة مبكرة في هذه المرحلة.
تشير البيانات إلى أن حوالي 58% من احتياطيات البنوك المركزية العالمية تُحفظ بالدولار، رغم بدء الاتجاه نحو زيادة الاحتياطات غير الدولارية. وتبقى التحديات قائمة، حيث تتردد بعض الدول، مثل الهند، في الخروج بموقف معادٍ للغرب.
تسعى الدول الأعضاء في بريكس، التي تمثل حوالي 45% من سكان العالم، إلى تحدي النظام المالي القائم، ولكن تتطلب هذه الجهود توخي الحذر لتجنب التأثيرات السلبية على علاقاتها الدولية.
ومع اقتراب الانتخابات الأميركية، حيث تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالاحتفاظ بالدولار كعملة احتياط عالمية، تواجه بريكس تحديات متزايدة في مساعيها.
على الرغم من أن جهود بريكس قد تبدو طموحة، إلا أن تأثيرها على الهيمنة الحالية للدولار سيكون محدودًا في الأمد القريب. ومع ذلك، تبرز هذه المبادرات كإشارة إلى التغيرات المحتملة في النظام المالي العالمي، مما يستدعي من الولايات المتحدة التعامل معها بجدية لتعزيز موقف الدولار في السنوات القادمة.