في عام 2024، شهدت منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما فيسبوك وإنستجرام، تحديثات ضخمة في تجربتها للمستخدمين. هذه التحديثات لم تشمل فقط تحسينات في تجربة المستخدم (UI/UX)، ولكنها ركزت أيضًا على الذكاء الاصطناعي، الخصوصية، وتعزيز أدوات المحتوى. وفي هذا المقال، سنتناول أهم التحديثات التي طرأت على هاتين المنصتين، وكيف أثرت على المستخدمين والمحتوى.
الذكاء الاصطناعي في فيسبوك: مستقبل التفاعل الذكي:
في السنوات الأخيرة، بدأت فيسبوك في الاعتماد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي (AI) لتحسين تجربة المستخدم، لكن عام 2024 شهد قفزة نوعية في هذا المجال.
تحسين الخوارزميات الشخصية
الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر قدرة على التعرف على اهتمامات المستخدمين وتقديم المحتوى الذي يناسبهم بشكل أكبر. حيث أصبحت الخوارزميات تعتمد على التعلم الآلي لفهم تصرفات المستخدمين وتوقع تفضيلاتهم بشكل دقيق.
المساعد الافتراضي المدعوم بالذكاء
الاصطناعي
واحدة من أكبر الميزات التي تمت إضافتها هي المساعد الافتراضي الذي يعتمد على AI. يستطيع المستخدمون الآن الاستفادة من هذا المساعد لأتمتة المهام اليومية مثل إرسال الرسائل، التفاعل مع الأصدقاء، وحتى تقديم توصيات حول الأحداث والمحتوى.
تطوير روبوتات الدردشة
روبوتات الدردشة (Chatbots) أصبحت أكثر ذكاءً وتفاعلية، مما ساعد العلامات التجارية على التواصل بشكل أكثر فعالية مع جمهورها. حيث تمت إضافة تحسينات على قدرة الروبوتات في فهم الاستفسارات المعقدة والتفاعل مع العملاء بشكل شخصي أكثر.
تحديثات الخصوصية: المزيد من التحكم للمستخدمين:
مع تزايد المخاوف بشأن الخصوصية والأمان الرقمي، عملت كل من فيسبوك وإنستجرام على تقديم ميزات جديدة توفر للمستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم.
فيسبوك: تحسين إدارة البيانات
قدم فيسبوك أدوات جديدة تمكن المستخدمين من إدارة معلوماتهم الشخصية بشكل أكثر دقة. حيث أصبح بإمكانهم الآن تحميل جميع بياناتهم الشخصية وتعديل أو حذف بعض المعلومات بشكل أسرع.كذلك، أضاف فيسبوك ميزة جديدة تعزز من القدرة على تحديد من يمكنه الوصول إلى المنشورات والمحتوى الخاص.
إنستجرام: الخصوصية على القصص والمحتوى
أحد التحديثات الأكثر طلبًا كان توسيع إمكانيات الخصوصية على القصص. الآن يمكن للمستخدمين تحديد جمهور مخصص لرؤية القصص الخاصة بهم دون الحاجة إلى إعدادات معقدة.
تم تعزيز ميزات الرسائل المباشرة (DMs) بحيث تضمن تشفيرًا أقوى للرسائل، مما يعزز من خصوصية المستخدمين.
تطورات في تجربة المستخدم (UI/UX):
إعادة تصميم فيسبوك
في عام 2024، شهد فيسبوك تحديثًا كبيرًا في تصميمه. الهدف من هذا التحديث كان جعل الواجهة أبسط وأكثر سلاسة للمستخدمين الجدد والمعتادين على المنصة. تم تحسين سرعة التصفح وتقليل الفوضى على الشاشة، مع تخصيص مساحات أكبر لعرض القصص والفيديوهات.
تصميم مرن ومحسّن لإنستجرام
تم تحسين واجهة إنستجرام لتصبح أكثر تفاعلية، حيث أصبح المستخدمون قادرين على تخصيص واجهة التطبيق حسب احتياجاتهم. يمكن الآن إضافة واختيار الأدوات المفضلة في الصفحة الرئيسية مثل الوصول السريع إلى الكاميرا أو الرسائل المباشرة.
تحسينات للمحتوى: دعم أكبر للمبدعين:
فيسبوك وإنستجرام عملتا على تقديم أدوات جديدة تساعد صانعي المحتوى على تحسين أعمالهم والوصول لجمهور أوسع.
فيسبوك: دعم الفيديوهات القصيرة
إنستجرام: منصات التجارة الإلكترونية
المتكاملة
لم يعد إنستجرام مجرد منصة لنشر الصور، بل أصبح مركزًا تجاريًا ضخمًا. في عام 2024، تم تعزيز قدرات الشراء المباشر داخل التطبيق، مما يسمح للمستخدمين بشراء المنتجات مباشرةً من الصور والفيديوهات التي يرونها.
أدوات تحليل المحتوى المتقدمة:
أصبح صانعو المحتوى قادرين على الوصول إلى أدوات تحليل جديدة تعرض لهم بشكل أدق أداء منشوراتهم، مما يسمح لهم بتعديل استراتيجياتهم بناءً على البيانات الواقعية.
التفاعل الاجتماعي المحسّن:
فيسبوك: تحسين المجموعات (Groups)
تم تحسين تجربة المجموعات في فيسبوك، حيث أصبحت هناك ميزات جديدة تسهل إدارة المجموعات الكبيرة. يمكن الآن للمسؤولين إرسال إشعارات مخصصة للأعضاء، وتقديم تصنيفات جديدة للمحتوى لجعل التواصل أكثر تنظيمًا.
إنستغرام: ميزات البث المباشر (Live)
أصبح البث المباشر في إنستجرام أكثر تفاعلًا، مع تحسينات في جودة الفيديو وإمكانية دعوة عدة أشخاص للبث المباشر معًا. كما تمت إضافة ميزات تفاعلية مثل الاستطلاعات والأسئلة المباشرة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها أثناء البث.
استدامة التواجد الاجتماعي عبر AI
أصبح للذكاء الاصطناعي دور أكبر في الحفاظ على النشاط الاجتماعي على هذه المنصات. تم تحسين أنظمة التعلم الآلي لتحديد الأنشطة المشبوهة وتقديم تجربة أكثر أمانًا وخصوصية للمستخدمين.
في عام 2024، كانت التحديثات على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام متميزة وشاملة. هذه التحديثات لم تكن مجرد تحسينات بسيطة، بل نقلات نوعية في كيفية تفاعل المستخدمين مع المنصات، سواء من حيث الذكاء الاصطناعي، الخصوصية، أو تحسينات المحتوى. مع هذه التحديثات، يبدو أن منصات التواصل الاجتماعي تواصل تقديم تجربة أكثر تخصيصًا وأمانًا لمستخدميها، مما يجعلها أدوات لا غنى عنها في الحياة اليومية.
